فى حديثه عن "العقم عند الرجال" أشار الاستاذ الدكتور كمال فهمى الى أن القدرة على الانجاب هى السبب وراء تواصل حياة الجنس البشرى على الارض منذ بدء الخليقة وحتى الان كما أنها على المستوى الفردى تشكل مصدرا اساسيا لسعادة الفرد فى حياته حيث يجد فى رعايته لأولاده سببا لوجوده واستمراره فى الحياه. ولذلك فمن الطبيعى أن يسعى من لم ينجب الى طلب المساعدة الطبية من أجل تحقيق هذا الهدف.
توقيت اللجوء للطبيب
السعى فى طريق المساعدة الطبية لا يجب أن يبدأ الا بعد سنتين من الزواج بالنسبة للأزواج صغار السن أو بعد سنة واحدة بالنسبة للأزواج الاكبر سنا حيث يكون الانتظار مصحوبا بقلق أشد.
البداية
تحليل السائل المنوىوبداية طريق المساعدة الطبية تكون دائما باختبار بسيط وهو تحليل السائل المنوى للزوج فاذا كان طبيعيا انتهت بذلك الفحوص المطلوبة للزوج لتبدأ رحلة اجراء الفحوص للزوجة . وفى تحليل السائل المنوى للزوج قد يظهر السبب وراء عدم الانجاب فقد يكون عدم وجود حيوانات منوية فى السائل او نقصا شديدا فى عددها او ضعفا فى حركتها او عدم الحركة مطلقا .. او يكون تشوها فى الحيوانات المنوية على الرغم من عددها الكافى وكذلك ربما يكون السبب هو زيادة فى لزوجة السائل المنوى مما يعوق حركة الحيوانات المنوية.
الخطوات التالية
وتعتمد الخطوة التالية على طبيعة القصور الذى تم اكتشافه فى السائل المنوى للزوج لذا فقد يحتاج الطبيب المعالج الى اخذ عينة من نسيج الخصية لفحصه حيث يفيد ذلك فى الحالات التى تعانى من الغياب الكامل للحيوانات المنوية وبهذا نستطيع ان نفرق بين الخصية التى لاتعمل وحالات انسداد قنوات نقل السائل المنوى. والخصية التى لا تعمل قد يكون سببها خلقى بمعنى أنها هكذا منذ بداية تكوينها وقد يكون السبب ناشئ بعد ذلك نتيجة للاصابة ببعض الامراض واشهرها فى هذا المجال مرض التهاب الغدد النكافية وغير ذلك من الامراض مثل الزهرى والسيلان والدرن وغيرها.وكذلك انسداد الاوعية الناقلة فقد يكون خلقيا وقد يكون مكتسبا ويفرق بين الحالتين اختبار التقدير الكمى للفركتوز فى السائل المنوى حيث يقل بشدة فى حالات الانسداد الخلقى للأوعية الناقلة.
الهرمونات
ثم سألنا د. كمال فهمى عن فحوص الهرمونات هل لاجرائها قيمة فى حالات عقم الرجال فأجاب : نعم ففى جميع حالات القصور فى السائل المنوى قد تفيد فحوص خاصة لبعض انواع الهرمونات فى تحديد السبب وراء هذا القصور وبالتالى يتم تحديد خطة العلاج.
الدوالى
وعن وجود علاقة بين دوالى الخصية وحدوث العقم؟ قال سيادته نعم قد تؤدى دوالى الخصية الى ضعف انتاج الحيوانات المنوية أو زيادة نسبة تشوهاتها وهنا قد يلزم التدخل الجراحى.
اسباب أخرى للعقم عند الرجال
وأضاف سيادته أن من بين اسباب العقم عند الرجال تعرض الخصية الى درجة حرارة مرتفعة فقد خلق الله الخصية خارج جسم الانسان حيث تحتاج عملية انتاج الحيوانات المنوية فيها الى درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم فإذا تعرض الفرد لدرجة حرارة عالية لمدد طويلة كما هو الحال فيمن يعمل خبازا فإن انتاج الحيوانات المنوية يقل أو يصبح سيئا أو ينعدم. ولنفس السبب (التعرض لحرارة اعلى) يتوقف انتاج الخصية اذا ظلت فى داخل الجسم لسبب خلقى (الخصية المعلقة) ولذلك يجب انزالها جراحيا مبكرا قدر المكان (قبل سن الخامسة) . كما يجب الا ننسى دور التعرض لأشعة إكس كما يحدث بالنسبة للعاملين فى الوظائف المتعلقة بها.
الفيتامينات والمعادن
وعن قيمة التغذية السليمة قال سيادته : ان التغذية السليمة لها دور اساسى فى الابتعاد عن ضعف انتاج الحيوانات المنوية وقد ثبت أن الانتاج الجيد للخصية يحتاج الى بعض الفيتامينات والمعادن ومن أهمها فيتامين C وفيتامين E وعنصر الزنك. وقد يهتم الطبيب المعالج بإعطائها علاجيا فى بعض حالات النقص البسيط للحيوانات المنوية أوالانتاج السئ للخصية.
الحالات المستعصية
وعن الحالات المستعصية يقول سيادته : الواقع أن الطب الحديث قد ساهم الى حد بعيد فى إقلال الحالات المستعصية فأصبحت قاصرة على حالات ضمور الخصية (وإن كانت تقنية الاستنساخ الحديثة قد تجعل صاحب الخصية الضامرة قادرا على الحصول على طفل من خلاياه الجسدية) أما الحالات التى ليس بها ضمورا للخصية حتى ولو كان الانتاج سيئا جدا أو قليلا جدا فيتم فى هذا الحالات اللجوء حاليا الى الوسائل الحديثة لمساعدة الاخصاب ومنها ما يتم بحقن الحيوانات المنوية من الزوج (بعد تجهيزها فى المعمل) داخل رحم الزوجة مباشرة ومنها ما يتم الاخصاب فيها خارج الرحم (وهو ما يطلق عليه عملية الاخصاب خارج الرحم والحقن المجهرى)
العقم والمقدرة الجنسية
وعن قيمة اجراء فحوص للزوج الذى يمارس حياته الجنسية بصورة طبيعية قال الاستاذ الدكتور كمال فهمى : هذه النقطة مثار لبس شديد عند الكثيرين . فهناك الزوج الذى يعتقد انه طالما كان قادرا على الاداء الجنسى بصورة طيبة وطالما يحدث قذف للسائل المنوى بكمية جيدة فهذا دليل على قدرته الانجابية وهذا التصور خاطئ تماما .. فلا علاقة ابدا بين المقدرة الجنسية والقدرة على الانجاب فان القدرة الجنسية تعتمد على عملية الانتصاب والقذف بينما القدرة على الانجاب تعتمد على احتواء السائل على قدر كاف من الحيوانات المنوية السليمة والنشطة.