بمناسبة شهر رمضان المبارك وصل الموقع تساؤلات عديدة من زواره عن امكانية الصيام بالنسبة لبعض الامراض وقد عرضنا هذه التساؤلات مجتمعة على الاستاذ الدكتور كمال فهمى وننشر هنا اجابة سيادته عن هذه التساؤلات وكل عام وجميع زوار الموقع بكل خير وصحة.
يقول ا. د. كمال فهمى :
يقول ا. د. كمال فهمى :
بداية انصح المرضى بألا يحاولوا الصيام خلافا لتعليمات الطبيب المعالج بدافع الرغبة فى الا يفوتهم فضل الصيام فان الله يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه لأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل الضرر لعباده ولذلك فقد أجاز لبعض المرضى الإفطار إذا كان الصوم فيه ضرر لهم فيقول عز وجل : " فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " ( البقرة : 185 ) فالمريض والمسافر يباح لهما عدم الصيام مع وجوب القضاء عندما تنتهى هذه الظروف أما المريض بمرض مزمن فعليه الفدية وهى طعام مسكين عن كل يوم من أوسط ما يطعم به أهله فى العادة ، وهذه رخصة من الله عز وجل للمرضى ويجب على المريض عدم الصوم ، ولا يتسبب فى الضرر لنفسه لأن هذا امر من الله يتساوى مع امر الله لنا بالصيام.اما عن الحالات الطبيه التى توجب على المريض الا يصوم منعا لحدوث اضرار له فان هناك امراضا محددة أرى ان المريض بها يجب عليه بلا اى تردد الامتناع عن الصيام ومن أهمها:
أولا : القرحة الهضمية المعروفة باسم قرحة المعدة:
فمن المعروف ان القرحة تزداد شدة بازدياد الحموضة بالمعدة التى تزيد بالفعل اثناء الصيام. كذلك فإن علاج القرحة يحتاج الى تناول وجبات صغيرة متعددة على مدار اليوم بديلا عن الوجبات الكبيرة الاصلية وذلك من أجل معادلة حموضة المعدة وعلاوة على ذلك فمريض القرحة يحتاج لتناول انواع عديدة من الادوية على مدار اليوم ولذلك يكون الصيام ممنوع فى هذه الحالة.
ثانيا : أمراض القلب والاوعية الدموية:
فى الواقع قد يستفيد بعض مرضى القلب وليس كلهم من الصيام من ناحية خفض الاجهاد على القلب اثناء فترة الصيام وتقليل نسبة الدهون بالدم، لكن يجب على على مرضى القلب الحذر عند الافطار لأن تناول كميات كبيرة من الطعام قد يؤدي فى المقابل الى زيادة اجهاد القلب بسبب الاحتياج الى ضخ كميات كبيرة من الدم الى المعدة والامعاء من اجل عملية الهضم. اما المرضى الذين يتناولون مدرات البول من اجل معالجة ارتفاع الضغط الدموى او فشل القلب فهؤلاء لا يستطيعون الصيام.
ثالثا : أمراض الدم:
لا ينصح المرضى الذين لديهم زيادة فى القابلية لتجلط الدم بالصيام، خاصة المرضى الذين حدث لديهم بالفعل جلطات او الذين لديهم عوامل مؤهلة لحدوث جلطات مثل حالة وجود الصمامات الصناعية ، فالصيام يزيد من امكانية حدوث تجلط الدم داخل الاوردة والشرايين.
رابعا : امراض الكلى :
الذين يعانون من فشل كلوى لا يستطيعون الصيام بسبب حاجتهم الى توازن الماء والمعادن المختلفة بالدم ولا يستطيع المرضى بالفشل الكلوى ما قد يحدث من جفاف او اختلال فى المعادن بالدم مثل الصوديوم والبوتاسيوم .
خامسا: حصوات الكلى:
يرتكز علاج حصوات الكلى على شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر على مدار اليوم. وفى الصيام تنخفض نسبة الماء فى الجسم وتتركز المواد الصلبة فى الكلى فتزداد القابلية لتكوين الحصوات ولذلك فان مريض حصوات الكلى غير مسموح له بالصيام.
يرتكز علاج حصوات الكلى على شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر على مدار اليوم. وفى الصيام تنخفض نسبة الماء فى الجسم وتتركز المواد الصلبة فى الكلى فتزداد القابلية لتكوين الحصوات ولذلك فان مريض حصوات الكلى غير مسموح له بالصيام.
سادسا : امراض الكبد:
فى الواقع يمكن الصيام لمرضى الالتهاب الكبدى المزمن سواء من النوع بى أو النوع سي المصحوب فقط بارتفاع في الانزيمات الكبدية ويمكن لهؤلاء أخذ العلاج في الفترة بين الفطور والسحور. أما مرضى الالتهاب الكبدي الحاد سواء من النوع ايه او بى او سى مع الارتفاع الشديد في الانزيمات فيجب عليهم الافطار وكذلك مرضى الفشل الكبدى الذين يعانون من الاستسقاء أو الدوالي أو الغيبوبة الكبدية فلا ينصح لهم بالصيام لأنه يؤدي إلى نقص السكر الموجود في الدم، وبالتالي تدهور الحالة، وكذلك فان عليهم أخذ الأدوية المقررة لهم بانتظام حرصا على استقرار الحالة وعدم تدهورها.
سابعا : حصوات المرارة :
يسمح بالصوم لمرضى حصوات المرارة اذا كانت فى حالة سكون لكن بشرط الابتعاد عن الاطعمة الدسمة عند الإفطار أما مرضى التهاب المرارة الحاد المصحوب بارتفاع في درجة الحرارة فلا ينصح لهم بالصيام حيث يجب عليهم أخذ ادوية محددة ومنها المضادات الحيوية في مواعيد محددةا.
ثامنا : مرض السكر من النوع الاول (المعتمد على الانسولين) :
كما هو معروف هناك نوعان من مرض السكر: الأول معتمد على الانسولين كليا، و علاج المرضى بهذا النوع يحتاج الى توازن دقيق بين جرعات الانسولين ووجبات الطعام المتعددة على مدار اليوم وهؤلاء يجب منعهم من الصيام حرصا على امكانية ضبط مستوى السكر بالدم على مدار اليوم . أما بالنسبة للنوع الثاني وهو مرض سكر البالغين او غير المعتمد على الانسولين والذين يتم علاجهم بالاقراص عن طريق الفم فيسمح لهم بالصوم بل انهم قد يصبحون فى حالة افضل فى شهر رمضان نتيجة للصيام لكن هؤلاء المرضى يحتاجون الى اعادة توزيع جرعات العلاج خلال الصيام بصورة جيدة بمعرفة طبيب متخصص ويجب عليهم مع ذلك الانتباه لظهور اى اعراض لانخفاض السكر مثل العرق والدوخة وغيرها فعندئذ يجب عليهم الافطار فورا.
تاسعا : مرضى انخفاض الضغط :
يمنع الصيام بالنسبة لمرضى انخفاض الضغط حيث قد يؤدى الصيام الى مزيد من الانخفاض وعلى العكس من ذلك نجد ان الصيام قد يكون مفيدا فى حالات ضغط الدم المرتفع.
عاشرا : جميع الامراض الحادة :
حيث فى الغالب تحتاج هذه الامراض الى اخذ الادوية بانتظام على مدار اليوم ومثال ذلك جميع حالات الحميات والنزلات المعوية التى يصاحبها قيئ وإسهال لأن مثل هذه الحالات تحتاج إلى تناول كمية كبيرة من الماء والسوائل وكذلك العلاج المنتظم بالمضادات الحيوية