اسرة معامل الاستاذ الدكتور كمال فهمى ترحب بالزائر وتتمنى له أن يقضى وقتاً مفيداً

لكى يصلك جديد الموقع ادخل على صفحة المعامل على الفيسبوك واضغط Like الى جوار عنوان الصفحة ..
للدخول الى الصفحة.. اضغط هنــــــا

للدخول الى القسم الخاص بالقوانين واللوائح المنظمة لممارسة المهن الطبية فى مصر ............... اضغط هنا

الدرن فى مصر

‏ مازال ميكروب الدرن يمثل مشكلة كبيرة سواء في الدول المتقدمة أو النامية علي السواء‏,‏ في الأولي بسبب انتشار الإيدز‏,‏ وفي الثانية بسبب سوء التغذية وتزاحم عدد كبير من السكان في الوحدات السكنية‏,‏ وسهولة انتقال العدوي فيما بينهم‏.‏والدرن المعروف شعبيا باسم السل الرئوي‏,‏ هو مرض بكتيري ينتقل من شخص لآخر بالاتصال العادي من خلال الاشتراك في المكان وأدوات الطعام والشراب أو الفراش‏,‏ وقد ينتقل بالرذاذ عن طريق الكحة‏.‏ويقدر عدد الحالات التي تظهر سنويا بنحو‏10‏ ملايين‏,90%‏ منهم في الدول الفقيرة والنامية‏,‏ يكون البصاق إيجابيا للميكروب في‏40%‏ منهم‏.‏ ويعد الدرن أكثر الأمراض المعدية قتلا للبالغين‏,‏ حيث تقدر نسبة الوفيات بين المصابين بنحو‏26%‏ بما يعادل‏3‏ ملايين شخص سنويا منهم مليون امرأة و‏300‏ ألف طفل‏,‏ وبذلك يزيد ضحاياه علي ضحايا الإيدز والإسهال والملاريا وأمراض المناطق الحارة مجتمعة‏.‏ومنذ بداية التسعينيات‏,‏ وضعت منظمة الصحة العالمية أهدافا رئيسية لمكافحة المرض تعتمد بشكل أساسي علي منع انتشار العدوي وخفض معدلات الإصابة‏,‏ وبالتالي الوفيات من المرض‏,‏ وذلك بتنفيذ نظم العلاج قصير المدي الذي وصل بفترة العلاج إلي‏6‏ أشهر فقط بدلا من عامين‏,‏ والاستمرار في برامج التطعيم لمنع تحول العدوي إلي إصابة فعلية بالمرض‏.‏وقد أدت هذه البرامج إلي السيطرة بصورة أفضل علي المرض‏,‏ خاصة في الدول المتقدمة التي اعتقدت أنها قضت عليه تماما وأغفلته حتي فاجأها بالظهور والانتشار بها مرة أخري مع انتشار الإيدز وزيادة الهجرة وسرعة الانتقال من بلد لآخر‏.‏ أما في الدول النامية فكانت عودة انتشاره بسبب تزاحم أعداد كبيرة من السكان في مناطق ضيقة‏,‏ وفي مصر يأتي الدرن في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية والخطورة بعد البلهارسيا والالتهاب الكبدي‏,‏ وبفضل تطبيق الإستراتيجية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية بالنسبة لنظم وأساليب المكافحة والاكتشاف والعلاج‏,‏ أظهرت نتائج الدراسات والأبحاث الوبائية الحديثة انخفاضا مستمرا في معدلات الانتشار والإصابة‏,‏ حيث وصلت نسبة نجاح العلاج إلي‏90%,‏ وارتفعت نسبة تغطية تطعيم المواليد إلي‏90%,‏ مما جعل مصر حاليا في عداد الدول متوسطة الإصابة بالدرن‏. وتولي وزارة الصحة فى مصر هذا المرض اهتماما خاصا‏,‏ خاصة بعد تزايد معدلات انتشاره في العالم في الفترة الأخيرة بسبب الفقر وسوء التغذية والازدحام والإرهاق من الناحية الاجتماعية ومخالطة المرضي وبعض الأمراض التي تصيب جهاز المناعة‏,‏ خاصة‏,‏ وان مرضي الدرن يحتاجون إلي رعاية خاصة حتي تتم محاصرة المرض ومنع انتشاره‏,‏ لذلك تم تطوير‏39‏ مستشفي صدر و‏120‏ مستوصفا علي مستوي الجمهورية وتقديم كل الخدمات والرعاية لمرضي الدرن بالمجان‏,‏ ولقد تم اكتشاف‏11‏ ألف حالة في مصر العام الماضي‏,‏ تم شفاء أكثر من‏87%‏ من الحالات التي خضعت للعلاج‏,‏ من خلال مشروع الدوتس الذي تبنته الوزارة لحل مشكلة رفض المريض الخضوع للعلاج داخل المستشفي لأسباب اجتماعية واقتصادية‏.‏ ويتكون هذا النظام من علاج قصير الأمد عبارة عن مجموعة الأدوية المناسبة والجرعة المناسبة والمدة المناسبة والإشراف والتحفيز‏,‏ ويشمل تدريب عاملين صحيين أو متطوعين في دائرة وجود المريض يتولون الإشراف علي تناول المريض لعلاجه وتثقيف المريض صحيا وتحفيزه علي العلاج‏,‏ وتسجيل حضور المرضي لتناول العلاج وتقييم نتيجة العلاج‏,‏ وهذا يتم بدخول المريض المستشفي لمدة‏15‏ يوما‏,‏ وهي مدة العدوي‏,‏ ثم يتم علاجه في المنزل تحت الإشراف الطبي‏,‏ وهذا العلاج بالنسبة لمريض الدرن العادي‏,‏ ولكن هناك حالات ظهرت أخيرا وهي الدرن المقاوم للأدوية وهو شكل معين من أشكال الدرن المقاوم للأدوية بسبب ميكروبات درنية مقاومة لعلاج الدرن‏,‏ والي فترة قصيرة لم يكن له علاج‏,‏ لكن الوزارة بدأت بالفعل برنامجا لعلاج هذه الحالات وتم بعض الحالات التى تم اكتشافها رغم أن تكلفة العلاج تصل إلي‏4‏ آلاف دولار للحالة الواحدة‏,‏ ويستغرق علاجه مدة تصل لأكثر من سنتين‏. ووفقا لتقديرات الصحة العالمية يصل معدل الإصابة بالمرض حاليا في العالم إلي نحو إنسان كل ثانية‏,‏ حيث يبلغ عدد المصابين بالسل النشيط نحو‏16‏ مليون إنسان‏,90%‏ منهم بالدول الفقيرة والنامية‏,‏ والرئتان هما أكثر أعضاء الجسم تأثرا بالمرض‏,‏ إلا أنه يصيب إلي جانب ذلك أيضا الكبد والعظام والغشاء المحيط بالقلب والغدد الليمفاوية والعمود الفقري والجلد والجهاز البولي التناسلي والغشاء البريتوني‏.‏أما عن الفرق بين العدوي والإصابة‏,‏ فإن العدوي تأتي نتيجة للاتصال القريب بشخص مصاب بالدرن‏,‏ وتتحدد العدوي بالتفاعل الشديد مع اختبار مانتوكس الجلدي الذي يظهر مدي الحساسية للمرض دون ظهور أعراض الدرن‏,‏ وعدم وجود ميكروبات السل في البصاق‏.‏ أما مرض الدرن‏,‏ فيتأكد بظهور الأعراض علي الشخص‏,‏ مع وجود تفاعل شديد تجاه الاختبار الجلدي‏,‏ ووجود ميكروبات الدرن في البصاق‏.‏ ولكي ينقل شخص ميكروب الدرن لغيره لابد أن يكون مصابا بالمرض‏,‏ ولا تعد العدوي كافية لنشر ميكروبات الدرن للغير‏,‏ فقد تظل العدوي بالدرن في جسم الإنسان طوال حياته دون أن تتحول إلي إصابة حقيقية بالمرض‏,‏ ورغم أن الأعراض عادة ما تكون في شكل ارتفاع بسيط في درجة الحرارة ونقص في الوزن مع سعال مستمر لا يستجيب لأدوية الكحة وزيادة في إفراز العرق أثناء الليل‏,‏ إلا أن بعض الناس لا تظهر عليهم أعراض واضحة للمرض رغم اصابتهم بالميكروب‏.‏