حذر العلماء المشاركون في مؤتمر الرابطة الأمريكية لمرض السكر الذي عقد أخيرا في باريس من أن السكر غير المنضبط سوف يصبح في مقدمة أسباب العجز والوفاة في العالم خلال الـ15 عاما المقبلة, وتذكر الإحصائيات مؤشرات مخيفة تؤكد تضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب4 مرات لدي مرضي السكر مقارنة بغيرهم, كما أن الإصابة بالسكر مع الضغط تضاعف من خطر التعرض للسكتات الدماغية.وعن العلاجات الجديدة المتاحة للنوع الثاني من السكر, أوضح الدكتور جون بيبيوس أستاذ الغدد الصماء بجامعة نورث كارولينا ورئيس الرابطة الأمريكية لمرضي السكر أن هناك نوعان من العلاجات أحدهما يخفض مقاومة الجسم للأنسولين والأخر يقلل من امتصاص الجهاز الهضمي للمواد النشوية, كما أن هناك عقاقير جديدة تعطي بالفم تعمل علي حفز البنكرياس علي إفراز الأنسولين, وأضاف بأن توصيات الرابطة الأمريكية ركزت علي الفحص والوقاية, وأن علاج سكر الكبار يبدأ بتعديل أسلوب الحياة بجانب استخدام الأقراص المخفضة للسكر بالدم, يتبع ذلك علاج متطور من شبيه الأنسولين البشري يظل يعمل بشكل ثابت علي مدار24 ساعة كخطوة تالية للوصول بمستوي الهيموجلوبين السكري لأقل من7%, كما يوصي بإضافة شبيهات الأنسولين سريعة المفعول بداية من الوجبة الرئيسية وهو علاج مرن وسريع, ويمكن بعد ذلك إضافة المزيد من حقن الأنسولين سريعة المفعول الخالية من الزنك, لجعله سهل الامتصاص.وقالت الدكتورة هدي عز الدين استشاري الغدد الصماء والسكر بالإمارات أن6 دول عربية هي مصر والإمارات والبحرين والكويت والسعودية وعمان تأتي ضمن قائمة تضم أكثر10 دول إصابة بالسكر في العالم, وأوضحت أن دراسة أجريت بالتعاون مع مستشفي كليفلاند علي عينة كبيرة من المرضي بعدة دول عربية منها مصر أكدت أن متوسط الهيموجلوبين السكري لدي لمرضي بلغ 8.1 % في حين يتراوح المستوي الطبيعي من4 ــ6 %, مما يزيد نسبة حدوث مضاعفات المرض علي العين والقلب والكلي بجانب القدم, حيث يواجه المرضي خطر التعرض لبتر الساق بمعدل يزيد علي40 مرة مقارنة بغير المصابين بالسكر.وأكدت المناقشات التي شاركت فيها الدكتورة ميشيل ماجي أستاذ مساعد بمعهد أبحاث السكر بجامعة جورج واشنطن والدكتور جينت ماك جيل أستاذ الغدد الصماء بجامعة واشنطن أن الهيموجلوبين السكري يجب أن يكون في الحدود الطبيعية له بدون انخفاض واضح في مستوي سكر الدم, عن طريق تغيير نمط الحياة وتعاطي العلاج المناسب, واللجوء للأنظمة الجديدة عند عدم الوصول للنسبة المستهدفة للجلوكوز في الدم بالأنسولين والتقدير السريع للجرعة لمن لا يصلون للنسبة المستهدفة للهيموجلوبين السكري, وقد يتطلب خفض مستوي سكر الدم زيادة جرعات الأنسولين بطريق الحقن بالإضافة للأنسولين القصير والسريع المفعول, للتقليل من مخاطر انخفاض نسبة السكر في الدم, أما العقاقير التي تعمل لفترة قصيرة جدا فقد تقلل من خطر انخفاض مستوي سكر الدم مقارنة بالأنسولين المعتاد.وأوضحت المناقشات أن العلاج بالأنسولين القاعدي وسيلة فعالة وملائمة لأنه يعمل علي خفض نسبة الجلوكوز بشكل تام, ويجب أن يمتد مفعوله لمدة24 ساعة بواسطة جرعة واحدة يوميا, ولا يصل لأعلي مستوياته مهما كانت الجرعة, كما أنه يقلل من مخاطر خفض نسبة السكر في الدم.