ابعث اليكم بهذه المشاركة فى موقعكم راجيا نشرها. وبداية اتقدم بوافر الشكر لاستاذى الاستاذ الدكتور كمال فهمى على تأسيسه لهذا الموقع المتميز والذى يحتوى على معلومات وافكار متميزة تفيد الجميع. وقد اعجبنى اثناء تجوالى باقسام الموقع مقالا يتحدث فيه الدكتور كمال فهمى عن قواعد التغذية السليمة حيث اعجبنى فيه دعوة سيادته الى الاقلال بشدة او ربما الامتناع عن تناول اللحوم الحيوانية التى تؤدى الى متاعب صحية وربما مالية ايضا وأضاف سيادته أنه بدلا من هذه المتاعب المالية والصحية فاننا يجب أن نهتم بالطعام نباتى المصدر حيث يوجد من النباتات ما هو غنى بالبروتينات ومن الممكن ان يكون بديلا جيدا للحوم وكان جميلا ان يوجه سيادته الدعوة الى استبدال جهود تربية الحيوانات الى جهود من اجل المزيد من زراعة المحاصيل النباتية المفيدة.
وحيث ان سيادته لا يدعو من خلال المقال الى الحياة النباتية المطلقة حيث يقول بامكانية تناول الاسماك والطيور بدلا من لحوم الحيوانات الا اننى ارى ان الاعتماد على الاطعمة النباتية فقط أى بالبعد ايضا عن تناول الطيور او الاسماك ليس شيئا سيئا او ضارا على الاطلاق ولا يوجد اثر سلبى له على صحة الانسان بل ربما كان له اثار ايجابية متعددة وهناك الكثير من النباتيين سواء على مستوى العالم وصحتهم افضل بكثير من الذين يأكلون اللحوم واذكر من هؤلاء الكاتب برناردشو الذى عاش اكثر من اربعة وتسعين عاما دون ان يصاب باى مرض فى حياته ومن الطريف ان برنارد شو كان يشير للحيوانات والطيور على انهم اصدقاؤه ويقول لا استطيع ان اشارك فى اكل والتهام اصدقائى.
ومن النباتيين المشاهير فى الغرب ايضا فولتير فى فرنسا والعالم البريطانى اسحق نيوتين وفى الشرق ليو توليستوى فى روسيا والمهاتما غاندى فى الهند .
ومن اشهر النباتيين العرب الشاعر الكبير أبوالعلاء المعري الذي كان يشفق على الحيوان من الذبح ولذلك منع نفسه من أكل اللحوم, وكذلك الأديب العربي ابن المقفع مؤلف كتاب كليلة ودمنة والذي كان يكتفي بأكل العسل. ومن اشهر النباتيين العرب المعاصرين الكاتب الكبير انيس منصور أمد الله فى عمره.
وبعيد عن المشاهير نجد نسبة النباتيين تزداد يوما بعد يوم على مستوى العالم حيث تقدر اعدادهم حاليا بالملايين وفى بريطانيا وحدها يصل عددهم الى اكثر من 2 مليون وفى الولايات المتحدة الامريكية اكثر من نصف مليون أما فى العالم العربى فيقدر عددهم بما يقارب 150 الف.
واذا كان بعض النباتيين قد اختاروا هذا السبيل لأسباب دينية أومعتقدات مختلفة الا ان اكثرهم قد اختار هذا الطريق بسبب الخوف من الاصابة من الامراض التى يكون من اسبابها تناول لحوم الحيوانات كأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول وجنون البقر وغيرها.
والواقع ان هناك اجماع علمى على ان الطعام النباتي طعام خفيف ليس فيه ثقل اللحوم ودهونها وشحومها، بكل تأثيراتهاعلي صحة الجسد كما انه ايضا طعام مهدئ يؤدى الى الهدوء العصبى والنفسى ونلاحظ أن الحيوانات الشرسة هي دائما من الحيوانات آكله لحوم الحيوانات الاخرى اما الحيوانات الأليفة فهي من الحيوانات آكله النباتات. ولذلك نجد النباتيين أكثر هدوء في طباعهم من آكلي اللحوم
والعجيب أن غالبية الحيوانات التي نأكلها هي من الحيوانات آكله النباتات كالبهائم والغنام و الماعز و الطيور الداجنة. وهذه الحيوانات رغم انها نباتية الا انها لم تضعف بالطعام النباتي. بل ان الانسان القوى غالبا ما نصفه بأن صحته كالجمل أو كالحصان وهما نباتيان. وعلاوة على ذلك يجب ان نلاحظ كيف ان رياضة مصارعة الثيران هى فى الواقع رياضة يراد بها إثبات القوة بمصارعة هذه الحيوانات الجبارة في قوتها وهى حيوانات نباتية. وربما تزداد الثقة فى صحة الاتجاه الى الاقتصار على الغذاء النباتى اذا عرفنا بوجود قائمة للرياضيين النباتيين تضم نجوم التنس المشاهير مارتينا نافرا تيلوفا وبيلي جان كنغ، واسطورة اللياقة البدنية جاك لالان والحائزين على الميداليات الاولمبية فويب ميلز ال اويرنز وادوين موسز الذين قاطعوا اللحوم مقاطعة كاملة.
وليس الدافع الوحيد للنباتيين الصحة الجيدة بل ايضا الرشاقة فمن بين نجمات هولييود نجد الكثيرات التى تسير فى طريق الغذاء النباتى فقط من اجل المزيد من الرشاقة ومنهن على سبيل المثال الممثلة الشهيرة سيلفر ستون التى ذكرت انها اكتشفت ان الطريق الى المحافظة على قوام رشيق امر في غاية السهولة عندما التزمت ببرنامج غذائي نباتي صارم مؤكدة ان قوامها اصبح اكثر رشاقة واصبحت هى اكثر سعادة. وقائمة مشاهير هولييود النباتيين طويلة فهناك ريتشارد جيري، ونوه وايل براندي، انجيلا باسيت وجود لو وكريستينا ابلجيت وتوبي ماجواير- اليك بالدوين، وودي هارلسون وناتالي بورتمان؛ والمطربين بول سكارتني وبرنس شانيا توين وباميلا اندرسون. وغيرهم الكثيرين ممن قاطعوا اللحوم وتمتعوا بالرشاقة .وفى النهاية اؤكد اننى حين ادعو الى النباتية فاننى اعلم فى نفس الوقت اهمية حصول الجسم على احتياجاته من البروتين ولكننى اؤكد ايضا للجميع ان اللحوم ليست هي الطريق الوحيد للحصول على البروتينات حيث توجد لها مصادر صحية اخرى تشمل البقوليات بكل انواعها ومنتجات الالبان وفول الصويا وغيرها. وقد يسأل سائل فى النهاية هل تستطيع النساء الحوامل والاطفال العيش بدون لحوم والاجابة نعم بل من الافضل ان ينشأ الاطفال بدون اي منتجات حيوانية.
د. محمد يوسف أخصائى امراض باطنية